بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
ما الذي تفضحه السوسيولوجيا؟ !/عبدالعالي الصغيري
صفحة 1 من اصل 1
ما الذي تفضحه السوسيولوجيا؟ !/عبدالعالي الصغيري
مكناس في 14 أبريل 2013. 01:25
عبد العالي الصغيري يكتب لكم:
****ما الذي تفضحه السوسيولوجيا؟ !****
كثيرا ما نجد مقولة الراحل السوسيولوجي بول باسكون التي مفادها أن " السوسيولوجي هو الذي تأتي الفضيحة عن طريقه" تتداول بين الباحثين والمتخصصين من طلبة وأساتذة في علم الاجتماع بالمغرب ،لكن دعونا نسائل هذه المقولة عن صحتها في الواقع و المختبر الاجتماعي ، فهل السوسيولوجي مهمته فضح المتستر عنه اجتماعيا، أم فهم لماذا المجتمع يبدي أشياء و يتستر عن أخرى،فما الذي تفضحه السوسيولوجيا؟ ،لماذا؟ وكيف؟
قد لا تخلو كل ثقافة ثقافة ، وكل مجتمع مجمتع مما هو مخفي وما هو مرئي باد للعيان، وقد يكون ذلك بشكل طبيعي عفوي تلقائي أو مصطنع مفبرك لا يعكس حقيقة الأشياء ،وهكذا نكون بصدد الرسمي و اللا رسمي ، الوهم و الحقيقة ، المسكوت و اللا مسكوت عنه .. ،فلماذا يخفي المجتمع أشياء و يبدي أخرى ؟ وبأية معايير يمأسس البناء الثقافي هكذا؟ ، وما الرهانات الخفية وراء ذلك؟ أسئلة تبقى ممكنة لفك تلك الشفرات العالقة من داخل الخزان و المنتوج الاجتماعي ، سنسافر بها في واقعنا الاجتماعي الذي يفترض في حقه أنه يأخذ من الصمت والسكوت صمام أمان من أجل الاستمرارية والاتجاه قدما واضعا في الغالب نقط النهاية ليكتب شيئا جديدا. فكيف ذاك؟
الحديث عن هذا الموضوع يدفعنا الى مساءلة معنى ثقافة المسكوت عنه وفق ما يروج له في التمثل العامي ، وهو ما يمكن تأطيره في ما يسمى ثقافة العيب، الحشومة و العار، كيف تتأسس هذه الثقافة وفق المخيال الجمعي؟
لابد في البداية تحديد ما الذي نقصده بالمسكوت عنه رغم أن الكتابات العلمية في هذا الصدد ضئيلة، لكن نرصد من بين التعريفات الاجرائية كون "المسكوت عنه هو التسليم طواعية أو كرهاً بعدم الحديث وتبادل الآراء والمعرفة أو إعادة دراسة الكثير من الوقائع والأحداث أو المفاهيم المستورة أو المخفية بسب الخوف من المجتمع، وذلك لأن الأمر أو الموقف أو السلوك أو الحديث يعتبر ضمن المحرم إجتماعياً أو الشائع أو المعروف عنه "العيب" . فتتحول عبر ذاكرة المجتمع العديد من الموضوعات والقضايا إلى دائرة المسكوت عنه ، فيلفها الغموض والإخفاء، فالنسيج الاجتماعي في مجتمعاتنا يقوم على ما إستقر في قاع الموروث الثقافي والاجتماعي والفكري من أمور نرفض إستدعاءها وجعلها في دائرة المتاح أخذا وعطاءاً من أجل حركة إجتماعية متحررة من تلك المواريث والتي لا تعبر عن مصلحة شرعية أو دنيوية، والنبي (ص) في مسيرة إحياء قيم ومعاني التدين أبطل الكثير من موروث العادات والتقاليد لعدم نفعها أو لضررها وعدم إتساقها والإنسان المكرم بالعقل والتمييز1.
إذا فهل يستطيع السوسيولوجي بهذا الدور الذي قلده إياه الراحل باسكون أن يحرر الإنسان المغربي من التخبط في ثقافة الموروث التي تعرقل التقدم الحضاري و الثقافي ،هذا من جهة ، من جهة أخرى ألا يمكن القول أن السوسيولوجي الذي تأتي الفضيحة عن طريقه يخلخل التوازنات الماكروثقافية والمدلولات الرمزية للمجتمع الذي هو في غنى عن الكشف عن مسكوتاته ومتسراته ولايريد الإفصاح عنها، حتى وإن "غطيت الشمس بالغربال" كما في المدلول العامي لعلها تحجب مرارة الواقع للتعايش معه بمره و حلوه ، فمجتمعنا رغم المشاكل التي يعرفها من فقر، بطالة وتهميش... لا زال يتعايش مع واقعه ولا زال الشعب المغربي لم يخرج بعد من حفلاته التنكرية ومقولة العام زين..على ميزان مهرجان موازين..، وها هي أيام الصيف القادمة ستبدي لنا العجب العجاب من داخل مجتمعنا المركب أو المزيج بلغة الراحل باسكون دائما، فما الحاجة الى الفضيحة السوسيولوجية وما الحاجة الى افساد الحفلات التنكرية كما عبر بذلك بيير بورديو " إن علماء الاجتماع أشبه ما يكونون بمشاغبين يفقدون على الناس حفلاتهم التنكرية " .ما دام مجتمعنا يهوى لباس الاقنعة ويتقن لعبة التخفي والهروب الى أمام دون عناء تصحيح المسار الثقافي والهوياتي ووضع تلك اللبنات و الأسس المشكلة لمنطق الحضارة والثقافة والتقدم.
عبدالعالي الصغيري
طالب سوسيولوجيا.
عبد العالي الصغيري يكتب لكم:
****ما الذي تفضحه السوسيولوجيا؟ !****
كثيرا ما نجد مقولة الراحل السوسيولوجي بول باسكون التي مفادها أن " السوسيولوجي هو الذي تأتي الفضيحة عن طريقه" تتداول بين الباحثين والمتخصصين من طلبة وأساتذة في علم الاجتماع بالمغرب ،لكن دعونا نسائل هذه المقولة عن صحتها في الواقع و المختبر الاجتماعي ، فهل السوسيولوجي مهمته فضح المتستر عنه اجتماعيا، أم فهم لماذا المجتمع يبدي أشياء و يتستر عن أخرى،فما الذي تفضحه السوسيولوجيا؟ ،لماذا؟ وكيف؟
قد لا تخلو كل ثقافة ثقافة ، وكل مجتمع مجمتع مما هو مخفي وما هو مرئي باد للعيان، وقد يكون ذلك بشكل طبيعي عفوي تلقائي أو مصطنع مفبرك لا يعكس حقيقة الأشياء ،وهكذا نكون بصدد الرسمي و اللا رسمي ، الوهم و الحقيقة ، المسكوت و اللا مسكوت عنه .. ،فلماذا يخفي المجتمع أشياء و يبدي أخرى ؟ وبأية معايير يمأسس البناء الثقافي هكذا؟ ، وما الرهانات الخفية وراء ذلك؟ أسئلة تبقى ممكنة لفك تلك الشفرات العالقة من داخل الخزان و المنتوج الاجتماعي ، سنسافر بها في واقعنا الاجتماعي الذي يفترض في حقه أنه يأخذ من الصمت والسكوت صمام أمان من أجل الاستمرارية والاتجاه قدما واضعا في الغالب نقط النهاية ليكتب شيئا جديدا. فكيف ذاك؟
الحديث عن هذا الموضوع يدفعنا الى مساءلة معنى ثقافة المسكوت عنه وفق ما يروج له في التمثل العامي ، وهو ما يمكن تأطيره في ما يسمى ثقافة العيب، الحشومة و العار، كيف تتأسس هذه الثقافة وفق المخيال الجمعي؟
لابد في البداية تحديد ما الذي نقصده بالمسكوت عنه رغم أن الكتابات العلمية في هذا الصدد ضئيلة، لكن نرصد من بين التعريفات الاجرائية كون "المسكوت عنه هو التسليم طواعية أو كرهاً بعدم الحديث وتبادل الآراء والمعرفة أو إعادة دراسة الكثير من الوقائع والأحداث أو المفاهيم المستورة أو المخفية بسب الخوف من المجتمع، وذلك لأن الأمر أو الموقف أو السلوك أو الحديث يعتبر ضمن المحرم إجتماعياً أو الشائع أو المعروف عنه "العيب" . فتتحول عبر ذاكرة المجتمع العديد من الموضوعات والقضايا إلى دائرة المسكوت عنه ، فيلفها الغموض والإخفاء، فالنسيج الاجتماعي في مجتمعاتنا يقوم على ما إستقر في قاع الموروث الثقافي والاجتماعي والفكري من أمور نرفض إستدعاءها وجعلها في دائرة المتاح أخذا وعطاءاً من أجل حركة إجتماعية متحررة من تلك المواريث والتي لا تعبر عن مصلحة شرعية أو دنيوية، والنبي (ص) في مسيرة إحياء قيم ومعاني التدين أبطل الكثير من موروث العادات والتقاليد لعدم نفعها أو لضررها وعدم إتساقها والإنسان المكرم بالعقل والتمييز1.
إذا فهل يستطيع السوسيولوجي بهذا الدور الذي قلده إياه الراحل باسكون أن يحرر الإنسان المغربي من التخبط في ثقافة الموروث التي تعرقل التقدم الحضاري و الثقافي ،هذا من جهة ، من جهة أخرى ألا يمكن القول أن السوسيولوجي الذي تأتي الفضيحة عن طريقه يخلخل التوازنات الماكروثقافية والمدلولات الرمزية للمجتمع الذي هو في غنى عن الكشف عن مسكوتاته ومتسراته ولايريد الإفصاح عنها، حتى وإن "غطيت الشمس بالغربال" كما في المدلول العامي لعلها تحجب مرارة الواقع للتعايش معه بمره و حلوه ، فمجتمعنا رغم المشاكل التي يعرفها من فقر، بطالة وتهميش... لا زال يتعايش مع واقعه ولا زال الشعب المغربي لم يخرج بعد من حفلاته التنكرية ومقولة العام زين..على ميزان مهرجان موازين..، وها هي أيام الصيف القادمة ستبدي لنا العجب العجاب من داخل مجتمعنا المركب أو المزيج بلغة الراحل باسكون دائما، فما الحاجة الى الفضيحة السوسيولوجية وما الحاجة الى افساد الحفلات التنكرية كما عبر بذلك بيير بورديو " إن علماء الاجتماع أشبه ما يكونون بمشاغبين يفقدون على الناس حفلاتهم التنكرية " .ما دام مجتمعنا يهوى لباس الاقنعة ويتقن لعبة التخفي والهروب الى أمام دون عناء تصحيح المسار الثقافي والهوياتي ووضع تلك اللبنات و الأسس المشكلة لمنطق الحضارة والثقافة والتقدم.
عبدالعالي الصغيري
طالب سوسيولوجيا.
مواضيع مماثلة
» عبدالعالي الصغيري/الأفلام المد بلجة والأسرة المغربية واقع و مآل
» مكتبة السوسيولوجيا 2
» ما السوسيولوجيا القروية؟
» في الحاجة إلى السوسيولوجيا والسوسيولوجيين بالمغرب
» مكتبة السوسيولوجيا 2
» ما السوسيولوجيا القروية؟
» في الحاجة إلى السوسيولوجيا والسوسيولوجيين بالمغرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أغسطس 28, 2023 5:54 am من طرف sghiri
» نظرية النافذة المكسورة
الإثنين أغسطس 28, 2023 5:52 am من طرف sghiri
» تقرير عن ندوة المثقف و المجتمع بمكناس
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 2:25 pm من طرف sumaya bakria
» الحكامة الأمنية
الثلاثاء أغسطس 12, 2014 5:02 pm من طرف sghiri
» ما السوسيولوجيا القروية؟
الإثنين فبراير 10, 2014 6:52 pm من طرف زائر
» أسئلة اختبارات علم الإجتماع .... من الفصل الأول إلى الرابع
الإثنين يناير 13, 2014 12:46 pm من طرف sghiri
» عرض في مادة انتروبولوجيا العالم الاسلامي 2009
الأربعاء ديسمبر 04, 2013 12:28 pm من طرف rachidov20
» موقع لتحميل الكتب في مجالات مختلفة
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 6:35 pm من طرف sghiri
» تحميل كتاب المراقبة والمعاقبة ميشيل فوكو
الجمعة نوفمبر 29, 2013 5:26 pm من طرف sghiri