بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
السؤال الفلسفي
منتدى علم الاجتماع مكناس :: السنة الاولى في علم الاجتماع :: السنة الاولى في علم الاجتماع :: السداسي الاول
صفحة 1 من اصل 1
السؤال الفلسفي
السؤال الفلسفي
إبراز خصوصية السؤال
فالسؤال ليس مرادفا للاستفهام أو الاستفسار أو الاستخبار Interrogation وهو أيضاً غير الاستنطاق وغير الطَّلَب... السؤال "هو تلك الحَرَكَة التي يُغَيِّر فيها الوجود مَجْراه فيظهر كإمكانية مرهونة بدورة الزمان." كما يقول موريس بلانشو. السؤال الفلسفي هو إِنْشَاءٌ وابْتِكَارٌ وإِبْدَاعٌ وتَشْكِيلٌ لاَ يَرْتَبِطُ بِمَا سِوَاهُ، ولا يَفْتَرِِضُ وُجُودَ ما يُسْأَلُ عنه.
- رصد ظهور وتبلور السؤال الفلسفي في الفكر اليوناني من خلال الحوار السقراطي، وبالخصوص “الدفاع” Apologie de Socrate ومحاورة “قريطون” Criton ومحاورة “فيدون” Phédon ، هذه المحاورات الثلاثة التي تُبْرِز مسار حياة سقراط، محاكمته وموته، وهو المسار الذي تتبلور فيه الباريزيا La parrhêsia أي قول كل شيء le tout-dire، قول الحقle vrai-dire ، القول الصريحle franc-parler . ولقد أبرز المفكر الفرنسي ميشال فوكو هذا المسار في دروسه الأخيرة بالكوليج دي فرانس تحت عنوان "شجاعة الحقيقة" Le courage de la vérité.
إن إبداع وابتكار السؤال الفلسفي يفترض نوعا من الشجاعة وينطوي على مخاطر ومغامرة قد تؤدّي إلى السجن أو الموت والدليل على ذلك سقراط نفسه.
- إبراز أن صِنَاعَة وابتكار السؤال الفلسفي، ليس تَأَمُّلاً وليس تَجْرِيداً، بل هو انخراط عَمَلِيٌّ في الحياة عبر التاريخ البشري، ومساهمة جذْرِيَّة في صُنْع الحضارة الإنسانية. إننا نعيش في عَصْرٍ أَرْسَى دعائمه ديكارت Descartes (René)من خلال السؤال الفلسفي عن الذَّات Sujet باعتبارها ضَامِنَةً للحقيقة ومقياسا للتجربة. فمن سقراط إلى ديكارت وكنط، نيتشه وهيدغر.. شَكَّلت صياغات السؤال الفلسفي، صياغات لحياة الإنسان ذاتها، كما شَكّل غياب الفلسفة انتصارا للهمجية والوحشية والحروب ومختلف أشكال الحقارة والوضاعة والانحطاط التي يعرفه الإنسان اليوم.
- بيان أن تَفَكُّك الذات Sujet مع ظهور فلسفات اللاشعور (نيتشه-فرويد-ماركس)، فَتَحَ آفاقاً جديدة لطرح السؤال الفلسفي حول الموجودL’étant من حيث هو وجود L'ETRE مع الفيلسوف الألماني Heidegger، ومن ثمة تتم مساءلة الفلسفة باعتبارها تاريخ نسيان وإهمال الوجود الذي يعني في تاريخ الفلسفة: الحضور خارج الزمان. هيدغر يطرح السؤال الفلسفي بخصوص الوجود والزمان باعتبارهما هذا اللاّمُفَكَّر فيه في تاريخ الميتافيزيقا، ذلك أنها تطرح السؤال عما هو موجود في الموجود.
لقد شَكَّل نقد وتفكيك الميتافزيقا أكبر مهام الفلسفة المعاصرة، إذ يُصبح السؤال الفلسفي الجذري يؤسس لهذا اللاّمُفَكَّر فيه.
الخلاصة أن السؤال الفلسفي الجوهري الذي يُطرح الآن هو سؤال الحداثة، فسؤال الحداثة هو سؤال الأسئلة. كيف ننخرط في العصر الحديث، عصر العلم والتقنية، ذلك أنه لا يجوز أن نعيش في عصر بِقِيم وأفكار ومعاني عصر آخر. لقد ولَّدت صدمة الحداثة عندنا تمزقات وخلقت تشوهات ذهنية ومعرفية وسلوكية ومؤسسية كبيرة، وترتب عنها حالة فصام وجداني ومعرفي ووجودي مُعَمَّم.
الفلسفة ليست مجرّد أفكار قد نقبلها أو نرفضها، بل إنها نمط الحياة ، ذلك أنها تتجَذَّر في العمارة والتنظيم الاجتماعي والسياسي، في المستشفيات والطب الحديث، في أنماط السلوك والقِيم والعادات والعلاقات العائلية، في الأدب والفن، وفي المُتَخَيَّل، .. الفلسفة هي قدرنا المحتوم، وهو ليس خَيْرًا في ذاته وليس شَرًّا في ذاته، يقول عبد الله العروي:
"إن إنكار الثقافة الغربية لا يُشَكِّل في حَدِّ ذاته ثقافة، والرَّقْصُ المَسْعُور حول الذّات المفقودة لن يجعلها تنبعث من رمادها"
إبراز خصوصية السؤال
فالسؤال ليس مرادفا للاستفهام أو الاستفسار أو الاستخبار Interrogation وهو أيضاً غير الاستنطاق وغير الطَّلَب... السؤال "هو تلك الحَرَكَة التي يُغَيِّر فيها الوجود مَجْراه فيظهر كإمكانية مرهونة بدورة الزمان." كما يقول موريس بلانشو. السؤال الفلسفي هو إِنْشَاءٌ وابْتِكَارٌ وإِبْدَاعٌ وتَشْكِيلٌ لاَ يَرْتَبِطُ بِمَا سِوَاهُ، ولا يَفْتَرِِضُ وُجُودَ ما يُسْأَلُ عنه.
- رصد ظهور وتبلور السؤال الفلسفي في الفكر اليوناني من خلال الحوار السقراطي، وبالخصوص “الدفاع” Apologie de Socrate ومحاورة “قريطون” Criton ومحاورة “فيدون” Phédon ، هذه المحاورات الثلاثة التي تُبْرِز مسار حياة سقراط، محاكمته وموته، وهو المسار الذي تتبلور فيه الباريزيا La parrhêsia أي قول كل شيء le tout-dire، قول الحقle vrai-dire ، القول الصريحle franc-parler . ولقد أبرز المفكر الفرنسي ميشال فوكو هذا المسار في دروسه الأخيرة بالكوليج دي فرانس تحت عنوان "شجاعة الحقيقة" Le courage de la vérité.
إن إبداع وابتكار السؤال الفلسفي يفترض نوعا من الشجاعة وينطوي على مخاطر ومغامرة قد تؤدّي إلى السجن أو الموت والدليل على ذلك سقراط نفسه.
- إبراز أن صِنَاعَة وابتكار السؤال الفلسفي، ليس تَأَمُّلاً وليس تَجْرِيداً، بل هو انخراط عَمَلِيٌّ في الحياة عبر التاريخ البشري، ومساهمة جذْرِيَّة في صُنْع الحضارة الإنسانية. إننا نعيش في عَصْرٍ أَرْسَى دعائمه ديكارت Descartes (René)من خلال السؤال الفلسفي عن الذَّات Sujet باعتبارها ضَامِنَةً للحقيقة ومقياسا للتجربة. فمن سقراط إلى ديكارت وكنط، نيتشه وهيدغر.. شَكَّلت صياغات السؤال الفلسفي، صياغات لحياة الإنسان ذاتها، كما شَكّل غياب الفلسفة انتصارا للهمجية والوحشية والحروب ومختلف أشكال الحقارة والوضاعة والانحطاط التي يعرفه الإنسان اليوم.
- بيان أن تَفَكُّك الذات Sujet مع ظهور فلسفات اللاشعور (نيتشه-فرويد-ماركس)، فَتَحَ آفاقاً جديدة لطرح السؤال الفلسفي حول الموجودL’étant من حيث هو وجود L'ETRE مع الفيلسوف الألماني Heidegger، ومن ثمة تتم مساءلة الفلسفة باعتبارها تاريخ نسيان وإهمال الوجود الذي يعني في تاريخ الفلسفة: الحضور خارج الزمان. هيدغر يطرح السؤال الفلسفي بخصوص الوجود والزمان باعتبارهما هذا اللاّمُفَكَّر فيه في تاريخ الميتافيزيقا، ذلك أنها تطرح السؤال عما هو موجود في الموجود.
لقد شَكَّل نقد وتفكيك الميتافزيقا أكبر مهام الفلسفة المعاصرة، إذ يُصبح السؤال الفلسفي الجذري يؤسس لهذا اللاّمُفَكَّر فيه.
الخلاصة أن السؤال الفلسفي الجوهري الذي يُطرح الآن هو سؤال الحداثة، فسؤال الحداثة هو سؤال الأسئلة. كيف ننخرط في العصر الحديث، عصر العلم والتقنية، ذلك أنه لا يجوز أن نعيش في عصر بِقِيم وأفكار ومعاني عصر آخر. لقد ولَّدت صدمة الحداثة عندنا تمزقات وخلقت تشوهات ذهنية ومعرفية وسلوكية ومؤسسية كبيرة، وترتب عنها حالة فصام وجداني ومعرفي ووجودي مُعَمَّم.
الفلسفة ليست مجرّد أفكار قد نقبلها أو نرفضها، بل إنها نمط الحياة ، ذلك أنها تتجَذَّر في العمارة والتنظيم الاجتماعي والسياسي، في المستشفيات والطب الحديث، في أنماط السلوك والقِيم والعادات والعلاقات العائلية، في الأدب والفن، وفي المُتَخَيَّل، .. الفلسفة هي قدرنا المحتوم، وهو ليس خَيْرًا في ذاته وليس شَرًّا في ذاته، يقول عبد الله العروي:
"إن إنكار الثقافة الغربية لا يُشَكِّل في حَدِّ ذاته ثقافة، والرَّقْصُ المَسْعُور حول الذّات المفقودة لن يجعلها تنبعث من رمادها"
منتدى علم الاجتماع مكناس :: السنة الاولى في علم الاجتماع :: السنة الاولى في علم الاجتماع :: السداسي الاول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أغسطس 28, 2023 5:54 am من طرف sghiri
» نظرية النافذة المكسورة
الإثنين أغسطس 28, 2023 5:52 am من طرف sghiri
» تقرير عن ندوة المثقف و المجتمع بمكناس
الأربعاء نوفمبر 12, 2014 2:25 pm من طرف sumaya bakria
» الحكامة الأمنية
الثلاثاء أغسطس 12, 2014 5:02 pm من طرف sghiri
» ما السوسيولوجيا القروية؟
الإثنين فبراير 10, 2014 6:52 pm من طرف زائر
» أسئلة اختبارات علم الإجتماع .... من الفصل الأول إلى الرابع
الإثنين يناير 13, 2014 12:46 pm من طرف sghiri
» عرض في مادة انتروبولوجيا العالم الاسلامي 2009
الأربعاء ديسمبر 04, 2013 12:28 pm من طرف rachidov20
» موقع لتحميل الكتب في مجالات مختلفة
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 6:35 pm من طرف sghiri
» تحميل كتاب المراقبة والمعاقبة ميشيل فوكو
الجمعة نوفمبر 29, 2013 5:26 pm من طرف sghiri